كيف نحمي أطفالنا من ظاهرة التنمر لماذا هذه الظاهرة أصبحت منتشرة بكثرة في مجتمعاتنا، لما هذه العدوانية التي لم تعد تنحصر في عمر معين إنما نجدها عند الصغار والكبار، الذكور والإناث، هل المتنمر هو شخص متصالح مع ذاته أم أنه تعرض بدوره للتنمر أو يعاني من نقص آخر. مهما كان الوضع حاول أن تكون عنصرا” خلاقا” مفيدا” لمحيطك مهتما” لمجتمعك، ساعد غيرك ونفسك وتخلص من جميع السلوكيات الغير سوية.
كيف نحمي أطفالنا من ظاهرة التنمر
تعريف العدوانية هي سلوك إيذاء الأشخاص الآخرين سواء بالضرب أو التعرض لهم بطرق مختلفة وألفاظ عدائية كالكره و حوادث ناتجة عن الغضب وكلها تدل عن عدوانية.
العدوانية مشكلة سلوكية قبيحة يكتسبها أبناءنا وفقاً لمعطيات معينة حيث أنها تنم عن إنحدار أخلاقي يلحق الضرر بالآخرين.
السلوك العدواني ممكن أن يتوجه إلى الأنسان أو الحيوان ويلحق الأذى والضرر به.
العدوانية هي إستخدام للقوة بطريقة غير مقبولة كالدفش، شد الشعر، تطويق الرقبة، إحكام الشخص بمكان محدد، وغيرها العديد…
كما أن السلوك العدواني ممكن أن يستهدف ممتلكات شخص آخر فيعمل على رميها على الأرض أو تحطيمها وتكسيرها بيديه أو رجليه ليؤذي صاحب اللعبة أو أي غرض آخر بغية الأذى.
صاحب السلوك العدواني يريد كل شي له ويلغي الآخر ويسيطر عليه ويجبره الرضوخ لما يرغب أو يطلب، وإن لم يحصل ما يريد يبدأ بالأذى والصريخ وإلحاق الضرر بالذي خصه أو لم يخصه، نسمع الناس يتوافقون في القول عنه أن “الأذى في دمه”
إذا كان السلوك العدواني مباشر وواضح من خلال التصرفات والأفعال فهناك ما يعرف أيضاً بالمشاعر العدوانية الكامنة في النفوس ولا تظهر بشكل مباشر إنما من عناصرها الغيرة، الضغينة والحسد وضمر الأذية وتكمن المشاعر العدائية بالسلوك كعدم النظر إلى الشخص أو السلام عليه، عدم الإصغاء لما يقول وتتمثل أيضاً من خلال احتقاره بنظرات متفحصه من الأعلى إلى الأسفل تقلل من قدره، المشاعر العدائية ممكن أن تكون تجاه الذات لا يستطيع الطفل في إيذاء غيره جسدياً او لفظيا” فيعمد إلى إيذاء نفسه فنسمعهم يقولون” أنت عدو نفسك”
تعريف التنمر
التنمر هو ظاهرة عدائية تظهر من خلال سلوك معنف من قبل فرد أو مجموعة من الأفراد تجاه غيرهم.
التنمر هو الأكثر انتشارا” في المدارس بين الطلاب ويعتمد المتنمر على قوته البدنية للسيطرة والتنمر على الآخرين وغالباً ما يكونوا أقل قوة منه.
للتنمر أنواع عديدة ممكن أن يكون جسدي إلحاق الضرر والتعنيف بالشخص كالضرب والدفش…
أو تحرش جنسي وهو سلوك مهين وغير مقبول لا اجتماعيا” ولا دينيا” ولا حتى أخلاقيا”
هناك أيضاً التنمر اللفظي الذي يحتوي كلمات بذيئة وألقاب وممكن أن يكون على الأسماء ووضع ملصقات للإساءة بالآخرين كرسمهم بأشكال مضحكة وجعلهم عرضة للسخرية.
التنمر ممكن أن يكون لأشخاص من أعراق مختلفة حيث يتعرضون للتنمر بسبب لونهم أو شكلهم.
ومن أسوأ أنواع التنمر التنمر الألكتروني لأنه يصل إلى جميع العالم وأخطرها على وسائل التواصل الاجتماعي كالفيسبوك حيث أنه ينتشر ولا يتم حصره وهناك العديد من الأشخاص انتحروا جراء تعرضهم لهذا النوع من التنمر.
أظهرت الأبحاث والدراسات أن ذوي الإعاقات هم الأكثر عرضة للتنمر من غيرهم أو قصارى القامة أو أصحاب الأجسام البدينة والوجوه الغير جميلة.
التنمر يقود إلى العدوانية وإلى القيام بسلوكيات فظة وقبيحة وغير مقبولة.
تجربتي مع التنمر حول كيف نحمي أبناءنا من السلوك العدواني والتنمر
ما زلنا مع كيف نحمي أبناءنا من السلوك العدواني والتنمر، وبصفتي مربية واجهت العديد من حالات التنمر في المدارس الخاصة على وجه التحديد مما يدعو للغرابة صراحة بوجود مرشدة اجتماعية في المدرسة وغياب دورها مع التركيز على بعض الحالات التي تستدعي المراقبة على كافة الأصعدة سأذكر بعض الحالات لتسليط الضوء على خطورة هذه الحالات والتنبه الشديد لها وتحميل ذنب أي طفل تعرض للتنمر للمدرسة الذي ينتمي إليها، طالبان في الصف الخامس أساسي ضربوا ببعضهما البعض الولد أوقع منقوشته على الأرض والفتاة أوقعت نظاراتها ولا أحد مذنب كلاهما دون إنتباه تسببا بالحادث.
تقوم الفتاة “جوسلين” على إبتزاز زميلها بأنه كسر نظراتها وكانت تأخذ مصروفه اليومي منه وتشاركه البيتزا كلما طلب إلا أنها أرادت أن تزيد المبلغ وقرر الولد إذ لم تعطه أمه مبلغ 5000 الآف لا يريد الذهاب إلى المدرسة، حالة أخرى شلة أصحاب يرئسها “وليم” لا يعرفون للتهذيب طريقاً فاقدي التربية كانوا يتأمرون على طفل ويخططوا سوياً لعمل نزهة في باحة المدرسة يأكلوا مشترياته الطيبة ويتركونه عند إنتهاء مصلحتهم معه، حالة أخرى أبن معلمة مدلل أسمه “نجم” يتنمر على طفل ويوبخه بعبارات لفظية ليتحول الأمر إلى عدائية فيدفشه على الأرض ويدميه تأخذ أمه المعلمة الولد الذي تعرض للأذى لتؤذيه أكثر وتكمل على فعل إبنها وتتهمه أنه هو من تعرض لولدها فأوقعه على الأرض طبعاً الإدارة مع المعلمة.
حالات مبكية صدقوني وحالات أخطر بكثير، ما رأيكم بطفل يمضي فرصته المدرسية مدة نصف ساعة بالمرحاض خوفاً من ولد آخر في صف أعلى يهدده.
تتغنى المدارس الخاصة بالإرشاد في غياب دورها الفعلي على أرض المدرسة، أخبروني بربكم كيف يمكن أن يعوضوا على هذا الطفل الذي تعرض لكل هذه الأذية؟
في الختام
أعزائي القراء ،قدمت لكم في مقالي هذا كيف نحمي أبناءنا من السلوك العدواني والتنمر مقدمة عامة عرفت بالموضوع، من ثم انتقلت لتعريف العدوانية وتعريف التنمر وأشرت إلى الفرق بين العدوانية والتنمر بأساليب مختلفة وقدمت بعض النماذج لإلقاء الضوء على مدى خطورتها والتنبه لها.